هل معيار الحقيقة العمل النافع أم تأمل الإنسان لعالمه الداخلي؟
س:هل معيار الحقيقة العمل النافع أم تأمل الإنسان لعالمه الداخلي؟
سعى الإنسان منذ القديم إلى الوصول
إلى معرفة حقيقة الأشياء فتساءل عن أصل الوجود وحقيقة كل هذه الموجودات وذلك لأن
العقل يتجه بطبيعته إلى النظر في الواقع
،وبهذه العملية يصل الإنسان إلى أن يكون أفكارا عن طبيعة الموجودات وحقيقتها
ثم سعى بعد ذلك إلى محاولة التجريب عليها عله يثبت صحتها لهذا
دار جدال بين الفلاسفة حول معيار المعرفة
فالبعض منهم يعتقد أن معيارها هو العمل النافع أما البعض الأخر فيعتقد أن
معيارها هو تأمل الإنسان لعالمه الداخلي ولتهذيب هذا التعارض الموجود بين الموقفين
نتساءل هل معيار
المعرفة الواقع ام الذات الانسانية؟
ويرى أنصار الموقف الأول وهم ممثلي
المذهب البراغماتي وخاصة تشارلز بيرس ،وليام جيمس جون ديوي ان معيار الحقيقة هو
النظر إلى نتائجها حيث لا يمكن النظر إلى الفلسفات التقليدية(المدرسة العقلية
)لأنها أهملت المنفعة في سبيل التركيز على المبدأ وحده دون الالتفات إلى النتائج
والتي من المفروض أن تكون ناجحة.
وقد دعموا موقفهم هذا بحجج منها :أن
الأفكار تصدق بواسطة العمل الذي تحققه أي العبرة بالنتائج وليس بالمبادئ ومعنى ذلك
أن الفكرة التي لا تنتهي إلى سلوك عملي تعتبر فكرة باطلة لأنها عديمة الفائدة لذلك
يقول بيرس:"...إن تصورنا لموضوع ما،هو تصورنا لما قد ينتج عن هذا الموضوع من
آثار عملية لا أكثر"
كما أن الفكرة التي تتحول إلى عمل يمكن التحقق منها
ومعرفة صحتها وذلك بالنظر إلى النتائج المترتبة عنها،فإذا كانت نافعة فهي صادقة
أما إذا كانت ضارة فهي كاذبة،أما الأفكار المجردة التي لا تتحول إلى عمل أي عديمة
النشاط فهي ليست بأفكار لأننا لا يمكن التحقق منها فهي مجرد تخمينات فارغة وهذه هي
الحقيقة التي يجب العمل بها لذلك يقول وليام جيمس:"...إن الفكرة تكتسب صدقها
بعمل تحققه(...)وتكتسب صحتها بإنجاز العمل الذي هدفه ونتيجته هو إثبات
صحتها".إذن فغاية الفكر العمل.
بالإضافة إلى هذا يرى جون ديوي أن
مقياس الحقيقة هو المرونة والسهولة اللذان يوصلان إلى الهدف والفكرة يجب أن تكون
أداة لخدمة الحياة لهذا دعى جون ديوي إلى ضرورة الابتعاد عن الأفكار الميتافيزيقية
التي لا تفيد ولا تزيد الانسان إلا ضياعا.
نقد :لكن أنصار هذا الموقف قد
بالغوا عندما اعتبروا ان المنفعة هي أساس الوصول إلى الحقيقة لأنها ليست مقياس
موضوعي بل ذاتي يختلف من شخص لآخر فما ينفعنا على سبيل المثال قد لا ينفع
غيرنا،فلا تكون الحقيقة واحدة عند جميع الناس بمعنى أن الفكرة قد تصح عن البعض دون
البعض الآخر لذلك يجب أن نأخذ بالمبادئ أيضا.
يرى أنصار الموقف الثاني وهم
الوجوديين أن معيار الحقيقة هو الشعور الداخلي للإنسان ويمثل هذا الموقف كلا من
كيركغارد،غابريال مارسيل،مارتن هيدغر،جون بول سارتر،كارل ياسبرس
وقد دعموا موقفهم هذا بعدة حجج منها:أن الحقيقة
هي انعكاس للتجربة الفردية التي يعاني منها الإنسان،والمعاناة لا يعبر عنها إلا من
يعانيها،لأنها إنعكاس الشعور النفسي لدى الإنسان.كما أن هذا الأخير بإمكانه الوصول
إلى الحقيقة عن طريق الشعور أو العاطفة وليس العقل والمنطق.
وتقوم الوجودية على أسس هي:
أ)أسبقية الوجود على
الماهية:فالانسان يوجد أولا ثم يختار ما يكون عليه في المستقبل،أي هو الذي يقرر
مصيره بنفسه،فالماهية مشروع مستقبلي فالطفل يعمل من أجل شبابه والشاب يعمل من أجل
رجولته وهكذا.إذ وجود الإنسان هو ما يفعله،فأفعاله هي التي تحدد وجوده
وتكونه"الإنسان مشروع وليس موضوع"
ب) الفردية:الإنسان كائن فردي لأنه
لا يعترف إلا ما يحبه ولا حقيقة له إلا مايهمه وينفعل له لذلك يقول كيركغارد
:"الحقيقة ما أحياه وانفعل له"
ج)الحرية والمسؤولية:الإنسان حر
وهذه الحرية تعبر عن صميم وجوده وبما أن حر فهو مسؤول عن أفعاله وخياراته لذلك
يقول جون ستيوارت ميل:"...الشعور بالذات يقتضي الحرية والحرية تقتضي
الامكانية لأن الحرية تقتضي الاختيار،وكل اختيار هو اختيار بين
الممكنات"ويقول أيضا:"...إن الإنسان محكوم عليه أن يكون حر"
د)القلق: وهو من أعظم مظاهر الوجود لذلك يقول
هيدغر:"...القلق هو الذي ينسبه إلى الوجود" فلولاه لما استيقظ الإنسان
من سباته وتعرف على اهتماماته واكتشف أخطاءه .
كما أن القلق يكون من أن يكون من أن يكون اختيارنا سيء
وبالتالي الرسوب وأعظم ما يسبب القلق هو الموت الذي يشعرني بفرديتي فلا أحد يستطيع
الموت بدلا عني.
نقد :رغم ان الإنسان جوهر
الوجود و لكنه لا يهتم بوجوده فقط بل يحتاج الى العمل و النجاح لتحقيق هذا الوجود
و بالتالي العودة إلى المصلحة الجمعية
او الفردية لتحقيق الذات كما أن الإنسان ليس حر حرية مطلقة ذلك أنه خاضع لحتميات
اجتماعية ونفسية ...الخ
التركيب: إذا كانت النفعية اتجاها عمليا يتخذ من الواقع مشروعا للنجاح وموضوعا للتفكير ، فإن الوجودية فلسفة تتخذ من الإنسان كذات مستمرة وفاعلة مشروعا وموضوعا فلسفيا وفكريا لأجل تجاوز الواقع بالإرادة الحرة والشعور ألقصدي
.
الخاتمة:نستنتج مما سبق ان معيار الحقيقة هو الواقع العملي و تمجيد حرية الانسان و بالعودة الى الذات في نفس الوقت فالعمل يحررنا من قيود العبودية لذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " العمل عبادة" فتلازم العمل بالعبادة التي تحقق جوهر و سبب وجود الإنسان
الخاتمة:نستنتج مما سبق ان معيار الحقيقة هو الواقع العملي و تمجيد حرية الانسان و بالعودة الى الذات في نفس الوقت فالعمل يحررنا من قيود العبودية لذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " العمل عبادة" فتلازم العمل بالعبادة التي تحقق جوهر و سبب وجود الإنسان
وقد دعموا موقفهم هذا بعدة حجج
منها:أن الحقيقة هي انعكاس للتجربة الفردية التي يعاني منها الإنسان،والمعاناة لا
يعبر عنها إلا من يعانيها،لأنها إنعكاس الشعور النفسي لدى الإنسان.كما أن هذا
الأخير بإمكانه الوصول إلى الحقيقة عن طريق الشعور أو العاطفة وليس العقل والمنطق.
وتقوم الوجودية على أسس هي:
أ)أسبقية الوجود على
الماهية:فالانسان يوجد أولا ثم يختار ما يكون عليه في المستقبل،أي هو الذي يقرر
مصيره بنفسه،فالماهية مشروع مستقبلي فالطفل يعمل من أجل شبابه والشاب يعمل من أجل
رجولته وهكذا.إذ وجود الإنسان هو ما يفعله،فأفعاله هي التي تحدد وجوده
وتكونه"الإنسان مشروع وليس موضوع"
ب) الفردية:الإنسان كائن فردي لأنه
لا يعترف إلا ما يحبه ولا حقيقة له إلا مايهمه وينفعل له لذلك يقول كيركغارد :"الحقيقة
ما أحياه وانفعل له"
ج)الحرية والمسؤولية:الإنسان حر
وهذه الحرية تعبر عن صميم وجوده وبما أن حر فهو مسؤول عن أفعاله وخياراته لذلك
يقول جون ستيوارت ميل:"...الشعور بالذات يقتضي الحرية والحرية تقتضي
الامكانية لأن الحرية تقتضي الاختيار،وكل اختيار هو اختيار بين
الممكنات"ويقول أيضا:"...إن الإنسان محكوم عليه أن يكون حر"
د)القلق: وهو من أعظم مظاهر الوجود لذلك يقول
هيدغر:"...القلق هو الذي ينسبه إلى الوجود" فلولاه لما استيقظ الإنسان
من سباته وتعرف على اهتماماته واكتشف أخطاءه .
كما أن القلق يكون من أن يكون من أن يكون اختيارنا سيء
وبالتالي الرسوب وأعظم ما يسبب القلق هو الموت الذي يشعرني بفرديتي فلا أحد يستطيع
الموت بدلا عني.
نقد :رغم ان الإنسان جوهر
الوجود و لكنه لا يهتم بوجوده فقط بل يحتاج الى العمل و النجاح لتحقيق هذا الوجود
و بالتالي العودة إلى المصلحة الجمعية
او الفردية لتحقيق الذات كما أن الإنسان ليس حر حرية مطلقة ذلك أنه خاضع لحتميات
اجتماعية ونفسية ...الخ
التركيب: إذا كانت النفعية اتجاها عمليا يتخذ من الواقع مشروعا للنجاح وموضوعا للتفكير ، فإن الوجودية فلسفة تتخذ من الإنسان كذات مستمرة وفاعلة مشروعا وموضوعا فلسفيا وفكريا لأجل تجاوز الواقع بالإرادة الحرة والشعور ألقصدي
.
الخاتمة:نستنتج مما سبق ان معيار الحقيقة هو الواقع العملي و تمجيد حرية الانسان و بالعودة الى الذات في نفس الوقت فالعمل يحررنا من قيود العبودية لذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " العمل عبادة" فتلازم العمل بالعبادة التي تحقق جوهر و سبب وجود الإنسان
الخاتمة:نستنتج مما سبق ان معيار الحقيقة هو الواقع العملي و تمجيد حرية الانسان و بالعودة الى الذات في نفس الوقت فالعمل يحررنا من قيود العبودية لذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " العمل عبادة" فتلازم العمل بالعبادة التي تحقق جوهر و سبب وجود الإنسان
اين الراي الشخصي وهل يمكن كتابتها في اختبار
ردحذفممكن الرد باسرع وقت رجاءا
ردحذفبصح انا قلت هل اساس فهم الوجود لانساني العلم ام العمل النافع
ردحذف٧شكرا
ردحذفشكرا
ردحذفيمكن شكرا
ردحذفمليحة
ردحذفأعاكس
حذفتفووه
حذفشكرا وجزاكم خيرا❣️🥰
ردحذفيعطيكم صحة بوركتم وجزاكم الله الف خير ان شاء الله🌷🌷
ردحذفنيك موك
ردحذفشكرا
ردحذفمن صاحب المقالة
ردحذفشكرا جزيلا🙂
ردحذفشكرا
ردحذف