المشاركات

عرض المشاركات من 2020

علاقة العلم بالفلسفة

إن الانسان في تفاعله مع العالم الخارجي يحتاج إلى مجموعة من الآليات المنهجبة التي يستطيع من خلالها البحث عن حقائق الموضوعات التي تهمه في حياته اليومية،إذ تواجهه الكثير من القضايا التي تثير فيه الدهشة والإحراج باعتبارها قضايا إنفعالية يختص بها مجموعة محدودة من الناس الذين يملكون آليات منهجية للتفكير تميز تفكيرهم عن التفكير العادي وهذا ما نسميه بالتفكير النقدي حيث يحاول المشتغل بميدان الفلسفة وميدان العلم الانطلاق في إدراك العالم الخارجي الذي يتحدد كموضوعات ميتافيزيقية وفيزيقية على حسب الميدان الذي يصدق عليه هدف التفكير،من هنا يمكننا الكلام على جدلية العلم والفلسفة ليس من المنظور السجالي بقدر اننا سنحاول ضبط العلاقة الموجودة بينهما، من حيث أوجه التشابه والاختلاف لنستنتج إذا ماكانت هناك علاقة بينهما. يحاول كل من العالم والفيلسوف طرح قضاياهم على شكل تساؤلات نقدية بهدف استقراء الحقيقة فالفيلسوف يحاول الكشف عن العلل الاولى للمواضيع الفلسفية التي نجد أن طبيعتها الميتافيزيقية في حقيقتها منذ نشأة الفلسفة عند اليونان انبجست عنها مجموعة من المباحث الفلسفية من بينها مبحث الوجود الذي حاول الفل

معنى الفلسفة

 "الفلسفة لفظ استعارته العربية في اللغة اليونانية،وأصله في اليونانية كلمة تتألف من مقطعين: فيلوس Philos:وهو بمعنى صديق او محب،والثاني هو سوفيا Sophia:أي الحكمة. ويبدو ان كلمة Sophia ليست يونانية الأصل وإنما هي مقتبسة من لغة شرقية ،حينما اكد الباحث الغربي المعاصر M.Bernal   وبذلك تدل كلمة الفلسفة من الناحية الاشتقاقية على محبة الحكمة أو إيثارها،وقد نقلها العرب إلى لغتهم بهذا المعنى في عصر الترجمة. وكان فيثاغورس أول حكيم وصف نفسه من القدماء بأنه فيلسوف ،وعرف الفلاسفة بأنهم الباحثون عن الحقيقة بتأمل الأشياء ،فجعل حب الحكمة هو البحث عن الحقيقة،وجعل الحكمة هي المعرفة القائمة على التأمل. وعلى هذا أضحى تعريف الفلسفة بأنها العلم الذي يبحث فيه عن حقائق الأشياء على ماهي عليه بقدر الطاقة البشرية. تجدر الاشارة إلى أن كلمة الفلسفة استعملت في معاني متعددة عبر التاريخ،واتسع معناها في المراحل ليستوعب العلوم العقلية باسرها،فيما تقلص هذا المعنى في مراحل أخرى فاستعمل عند البعض كما في التراث الاسلامي فيما يخص الفلسفة الأولى،التي تبحث عن المسائل الكلية الموجودة التي لا ترتبط بموضوع خاص." عبد الجب

عمل الفيلسوف

 "هنا يتقدم الفيلسوف للاضطلاع بهذا العبء،إن اهتمامه ينصب على الغابة بأجمعها، فهو يجمع في جعبته النتائج التي وصلت إليها كافة العلوم ولكنه لا يناقش صحتها بل يقبلها،وعذره في ذلك أنه لم يؤت المؤهلات التي تمكنه من الوصول إلى هذه النتائج أو التاكد من صحتها،وهو في هذا يشبه قائد المعركة الذي يجلس في خيمة على مبعدة من ميدان القتال يفحص باستمرار التقارير التي يرسلها إليه قواد وحداته المشتركة في المعركةن ويحاول أن يخرج من هذا الخليط بفكرة عامة عن الاتجاه العام للحرب الدائرة.    فهو يتلقى على سبيل المثال ما يقرره علماء الطبيعة-أو ما تعودنا على سماعه منهم عادة لان هناك تعديلات أدخلت على القوانين الطبيعية اخيرا- وهو ان الاجسام التي يمكن ان تعد في حكم الموجودة هي فقط تلك الجزيئات من المادة التي تتحرك في الفضاء.وهنا ياتي تقرير آخر يتقدم به علم الحياة ،ويبدو منه أن بعض العلماء يعتبرون الحياة مظهرا مشتقا من المادة،وهي في هذا تخضع لجميع القوانين التي تحدد ،تبعا لعلماء الطبيعة ،حركات الاجسام(المادة)ولعل هذا يبدو كلاما غير منطقي(...)ولكن لو كان غير منطقي أفليس معنى هذا ان هناك على الأقل مبدأين مختلفين

الكوفد19 بنظرة فلسفية covid19

    لاشك أن الكلام على لكورونا او الكوفيد 19(covd9) يعتبر أحد اهم المواضيع اليومية التي تشغل بال المجتمع،على اعتبار ان تحول هذا الفيروس من حالة سريرية إلى حالة وباء يعصف الأرواح كل يوم ليس بالامر الهين،ذلك انه غير حياة الناس في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية وحتى الثقافية،وكل هذا راجع لمسؤولية الإنسان تجاه الطبيعة. إن الإنسان أفرط في إنسانيته عندما استغل مكانته العلمية في السيطرة على الطبيعة دون ضوابط اخلاقية تبط أبحاثه العلمية التي أصبحت تهدد الطبيعة بمختلف مكوناتها ،إذ كيف لفيروس موجود في الطبيعة بشكل عادي مثله مثل بقية الفيروسات يهجن داخل المخابر ليصبح وحشا يهدد حياة الناس في جميع الأصعدة،إن الحياة مقدسة منذ أن خلق الله تعالى الإنسان وفي جميع الشرائع السماوية ، والكوفيد 19 في حالته هذه شأنه في ذلك مرض السيدا إذ لهما الموقف التجريبي نفسه،فقدسية الحياة لا يجب اللعب بمصيرها ،لأن وجودها في هذا العالم مرهون بتعايش النفوس مع بعضها البعض بسلام وتعاون متبادل دون شروط . غير ان ما نستنتجه ان الكوفيد 19 أفرز قضايا فلسفية من حيث أنه هدد الوجود الإنساني ما جعل الإنسان ي

نشأة الفلسفة؟

       "...بدأت التساؤلات الفلسفية بصورة عامة مع نشوء المجتمعات الإنسانية،وبدأت فطرية تستند إلى الحواس والظواهر،ثم أصبحت تحكم العقل في كل المظاهر.يرى كارل ياسبرز أن التأملات الفلسفية تنبع من صميم الإنسان،لذا فهي شائعة بين الناس جميعا،كبارا وصغارانبدائيين أو متحضرين،حتى الأفراد الذين يتبرهم المجتمع مجانين،لهم نصيبهم من التؤلات الفلسفية. أول ما يتبادر إلى الذهن :أين نشأت الفلسفة؟ امام هذا التساؤل،انقسم الباحثون إلى فريقين: الفريق الأول:ومنهم إميل بريهية ومارسيل غرانه،وجيمس هنري برستيد،رد هذا الفريق بداية التفلسف الإنساني إلى التراث الشرقي القديم،وحجته في ذلك ان المصريين القدامى،والبابليين والكلدانيين والصينيين والهنود والفرس،كانوا قد سبقوا اليونانيين إلى خلق حضارات زاهرة عرفت علوما نافعةنكما سادت فيها آراء دينية  سامية.     (...)رد الفريق الثاني بداية التفلسف إلى اليونانيين،إلا ان أصحاب هذا الفريق لم يتفقوا على شخص واحد ينسبون إليه بداية التفلسف .فالفيلسوف الفرنسي فيكتور كوزان مثلا ذهب إلى أن سقراط هو أول فيلسوف بالعنى الصحيح للكلمةنفي حين رأى برتراند راسل ومن قبله طاليس هو اول من ت

هل مادة الفلسفة هي مادة صعبة التعلم؟

         من خلال خبرتي كأستاذ للتعليم الثانوي وتشخيصي لتلاميذي النجباء على اختلاف مستوياتهم الدراسية،لاحظت ان الاحكام المسبقة هي من تتحكم في وعيهم لا شعوريا،ذلك أن المحيط الاجتماعي هو من يولد هذه الأحكام في ان مادة الفلسفة هي مادة لا يمكن تحصيلها او النجاح في فهم ىلياتها المنهجية والمعرفية. لكن هل الذين اصدروا تلك الاحكام كانوا فعلا متمكنين منها؟ ستكون ردود الافعال مختلفة من شخص لآخر،وبطبيعة الحال فالفلسفة جرت عليها احكام العادة مثلها مثل مادة الرياضيات التي عندما كنا تلاميذا في مستويات دراسية سواء في المتوسط او الثانوي كان الجميع يؤثر علينا باحكام أشب ما تكون بذلك الجدار الذي يصعب همه او نتسلقه لنتطلع على الحقيقة. إن الفلسفة يا تلاميذي الأعزاء هي مادة جميلة لدارسها لها اهميتها وفائدتها إذا اقتنعنا بقدرتنا على التحدي وذلك بقابليتنا على الدراسة ومدى جديتنا في ذلك لهذا يجب على دارس الفلسفة: 1-الابتعاد عن الاحكام المسبقة . 2-فهم الدرس النظري مع الأستاذ داخل القسم هو مفتاح النجاح. 3-التطبيقات المنهجية تحتاج للممارسة على الدوام. 3-الحفظ شيء جميل لكن قدرة التلميذ على الانشاء والتعبير أهم نقط

ما هي الفلسفة؟

       لا شك أن السؤال عن ماهية الفلسفة سيتطلب جوابا محددا،غير ان هذا الطرح يحتاج إلى التعمق في دراسة تاريخ الفلسفة،وضبط اي مفهوم لن يكون بالبساطة التي يتصورها الدارس لأول مرة.من هنا يمكننا الدخول في الموضوع مباشرة وهو تقديم مقاربة بسيطة للفلسفة. إن الفلسفة هي نمط من أنماط التفكير الإنساني مثلها مثل:التفكير الديني،التفكير العلمي،التفكير الأسطوري....لكن لكل نمط من التفكير خصائصه وموطنه الذي طرحت فيه قضاياه،والفلسفة يصدق عليها الحكم نفسه.الفلسفة كلمة يونانية تتكون من مقطعين هما:فيلو:محبة وصوفيا:الحكمة،وبالجمع بين المقطعين يصبح معنى الفلسفة محبة الحكمة. والحكمة في نظر فيثاغورس الذي حك هذا المصطلح هي ميزة إلهية والإنسان عبارة عن محب للحكمة فقط،وهذا هو الجواب الذي قدمه الفيلسوف اليوناني فيثاغورس لذلك المواطن اليوناني الذي قال له:أنت حكيم. هذا بالنسبة للمعنى اللغوي لكلمة الفلسفة أما المدلول الإصطلاحي فنسبي،إذ لكل حقبة فلسفتها التي تميزها عن غيرها من الفلسفات،فنجد مثلا:الفلسفة اليونانية،الفلسفة الوسيطية،الفلسفة الإسلامية،الفلسفة الحديثة والفلسفة المعاصرة،....فلكل عصر فلسفته ولكل عصر قضاياه ال

كيفية تحليل نص فلسفي

    «...إن قيمة الفلسفة إنما تُلتمَس في ما هي عليه من عدم اليقين بالذات. و الشخص الذي ليس له أيّ نصيب من الفلسفة يمضي في حياته أسير سوابق أحكام استمدها من البداهة العامّة الشائعة و مما درج عليه أهل عصره وقومه، ومما نشأ في ذهنه من آراء لم يصل إليها بعوز من عقل متدبر أو نقد ممحص. فيظهر له العالم محددا محصورا واضحا جليا، و لا تثير فيه الأشياء العادية أي سؤال. و كل ما ليس مألوفا من صور الإمكان فهو مزدرى مرفوض. أمّا إذا شرع المرء في التفلسف فالحال على النقيض، لأنه يجد، كما وجدنا في الفصول الأولى، أنه حتى الأشياء العادية المألوفة في الحياة اليومية تثير من المشاكل التي لا يمكن الإجابة عنها إجابة تامة قط. فالفلسفة إن كانت عاجزة عن أن تهدينا على وجه اليقين إلى الجواب الصحيح لما تثيره من شكوك، فهي قادرة على أن توحي بكثير من صور الإمكان التي توسع عقولنا وتحررها من عِقال العرف و التقاليد، فهي إن أنقصت شعورنا باليقين من الأشياء كما هي، زادت في معرفتنا بالأشياء كما قد تكون، ثم هي تقضي على الثقة و الاطمئنان المشوبين بالزهو و الخيلاء لأولئك الذين لم يسلكوا دروب الشك المؤدي إلى التحرر والانعتاق، وتوقظ

السؤال:ميز بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية

السؤال:ميز بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية مقدمة: يحتاج الإنسان في تواصله مع العالم الخارجي إلى آليات تمكنه من ترجمة عالمه الداخلي المتمثل في الفكر،حيث أن الفكر هو الحياة الخاصة التي من خلالها يتطلع الإنسان إلى تأمل واقعه المعاش ويحلله،حيث يتميز التفكير الإنساني بشكل عام بتعدد مبادئه و تنوع مناهجه،منها التفكير العلمي الذي هو كم متميز من الدراسة النظرية للواقع محاولا معرفة الشروط و القوانين المتحكمة فيه حيث يحاول معالجة مشاكله من خلال الكشف عن العلاقات السببية بين الظواهر والتي نسميها مشكلة علمية ،غير أنه يوجد نمط آخر من التفكير هو التفكير الفلسفي الذي له دور في البحث عن العلل الأولى للوجود الذي يحياه الإنسان فيثير إشكالية فلسفية،حيث شكل كل نط فكري خصوصية الإنسان و ميز وجوده الفاعل في الكون باعتباره كائنا مفكرا و متأملا في الوجود مما أدى بالبعض إلى النظر إلى ضرورة التمييز بينهما، وبالتالي يدفعنا مفهوم العلم والفلسفة إلى البحث عن العلاقة الموجودة بينهما وطرح التساؤل التالي:ما هي أوجه الاختلاف وأوجه و أوجه التشابه وأوجه التداخل الموجودة بين التفكير العلمي و التفكير الفلس

السؤال:هل الإنسان مسؤول مسؤولية تامة عن جميع أفعاله؟

السؤال:هل الإنسان مسؤول مسؤولية تامة عن جميع أفعاله؟ مقدمة: تعتبر المسؤولية من بين المفاهيم الفلسفية التي شغلت فكر الفلاسفة لمدى اهميتها في تنظيم الشؤون الاجتماعية والسياسية على اعتبار أن تمتع الإنسان بقدرات عقلية ونفسية تؤهله ليكون الكائن الوحيد المكلف كونه مسؤولا،غير أن طبيعة المسؤولية قد أثارت جدلا بين الفلاسفة الذين انقسموا إلى رأيين متناقضين،فالرأي الأول اكد على أن المسؤولية شرط ضروري للحكم على أفعال الإنسان لأنه حر،غير أن هذا الطرح رفض من طرف رأي ثان أكد على أن المسؤولية ليست شرطا ضروريا للحكم على أفعال الإنسان لأنه ليس حرا،وللفصل بين الرأيين سنقوم بإثارة التساؤل التالي: وبعبارة أخرى:هل يمكن نفي المسؤولية في ظل وجود حتميات؟ الموقف الأول: يؤكد أصحاب الموقف الأول أن الإنسان مسؤول مسؤولية تامة عن جميع أفعاله ويمثل هذا الموقف أصحاب النزعة العقلية بزعامة كل من: أفلاطون،فرقة المعتزلة وإيمانويل كانط ،وقد اعتمدوا على مجموعة من الحجج لتبرير موقفهم اهمها: أن الإنسان خالق لأفعاله بنفسه ويميزها بعقله وينفذها بإرادته،ومن ثم فهو مسؤول عن كل ما يقوم به من أفعال مهما كان نوعها، ما دام

السؤال:هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي على الظاهرة الإنسانية ؟

ا لسؤال:هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي على الظاهرة الإنسانية ؟ مقدمة : تعتبر العلوم الإنسانية آخر العلوم انفصالا عن الفلسفة،ويعود الفضل في ذلك إلى العلوم الطبيعية التي ابتكرت منهجا تجريبيا مكنها من التمايز عن الفلسفة في معالجة قضاياها باعتبار الطبيعة كتاب مفتوح يجب قراءته قراءة تجريبية،غير أن مشكلة المنهج الملائم لدراسة الظاهرة الإنسانية قد أثار جدلا بين فلاسفة العلم الذين انقسموا على رأيين متناقضين،فهناك رأي أول أكد على أن الظاهرة الإنسانية جزء من الظاهرة الطبيعية ويجب دراستها دراسة تجريبية،غير ان هذا الطرح قوبل باعتراض من رأي ثان أكد على أن الظاهرة الإنسانية ليست جزءا من الظاهرة الطبيعية ولا يجب دراستها دراسة تجريبية،وللفصل بين الرأيين سنقوم بإثارة التساؤل التالي:هل يمكن تجاوز العوائق الابستمولوجية التي تمنع من التجريب على الظاهرة الإنسانية؟ وهل يمكن دراسة الظاهرة الإنسانية دراسة علمية وموضوعية؟ الموقف الأول:يرى أنصار هذا الموقف أنه يمكن تطبيق المنهج التجريبي على الظاهرة الإنسانية،ويمثل هذا الموقف أصحاب المدرسة الوضعية بزعامة كل من: أوغست كونت،إيميل دوركايم،وقد اعتمد أصحاب هذا