نشأة الفلسفة؟

       "...بدأت التساؤلات الفلسفية بصورة عامة مع نشوء المجتمعات الإنسانية،وبدأت فطرية تستند إلى الحواس والظواهر،ثم أصبحت تحكم العقل في كل المظاهر.يرى كارل ياسبرز أن التأملات الفلسفية تنبع من صميم الإنسان،لذا فهي شائعة بين الناس جميعا،كبارا وصغارانبدائيين أو متحضرين،حتى الأفراد الذين يتبرهم المجتمع مجانين،لهم نصيبهم من التؤلات الفلسفية.

أول ما يتبادر إلى الذهن :أين نشأت الفلسفة؟ امام هذا التساؤل،انقسم الباحثون إلى فريقين:

الفريق الأول:ومنهم إميل بريهية ومارسيل غرانه،وجيمس هنري برستيد،رد هذا الفريق بداية التفلسف الإنساني إلى التراث الشرقي القديم،وحجته في ذلك ان المصريين القدامى،والبابليين والكلدانيين والصينيين والهنود والفرس،كانوا قد سبقوا اليونانيين إلى خلق حضارات زاهرة عرفت علوما نافعةنكما سادت فيها آراء دينية  سامية.

    (...)رد الفريق الثاني بداية التفلسف إلى اليونانيين،إلا ان أصحاب هذا الفريق لم يتفقوا على شخص واحد ينسبون إليه بداية التفلسف .فالفيلسوف الفرنسي فيكتور كوزان مثلا ذهب إلى أن سقراط هو أول فيلسوف بالعنى الصحيح للكلمةنفي حين رأى برتراند راسل ومن قبله طاليس هو اول من تفلسف إذ رد الوجود إلى عنصر واحد هو الماء .وعموما فقد ذهب أتباع هذا الفريق إلى ان اليونانيين هم الذين خلقوا مبدا الرقي الإنساني."

هادي فضل الله:مدخل إلى الفلسفة ص ص 11-13

       تعقيب:

      كما تلاحظون طلبتي الأعزاء أن هذا النص الذي بين أيدينا مقتبس من كتاب "مدخل إلى الفلسفة" للكاتب "هادي فضل الله"،حيث يحاول صاحب النص استقراء تاريخ أصل الفلسفة على اعتبار ان الفلسفة باعتبارها نمط من انماط التفكير لم تنطلق عند اليونان سوى ان المصطلح فقط ابدعه اليونان أما التفكير وآلياته فقد كان موجودا قبل الحضارة اليونانية، وقد قدم لنا صاحب النص فريقين قاما بالنظر غلى أصل الفلسفة نظرة مختلفة،فالاتجاه الاول أكد على أن التفكير الفلسفي شهدته الحضارات الشرقية القديمة ولنا في تاريخها وزنا حضاريا في جميع المجالات ،فحتى الفلاسفة اليونان تاثروا بها في تفلسفهم وبالتالي فالفلسفة اليونانية هي إمتداد للفكر الشرقي القديم،أما الاتجاه الثاني فيرفض هذا الطرح مشكلا قطيعة ابستمولوجية مع الإتجاه الاول ،حيث يؤكد مناصروه على أصالة الفلسفة اليونانية منطلقين فقط من الفلاسفة الذين حركوا الوعي اليوناني دون الرجوع إلى مصادر أفكارهم ومن أين كانت مرجعيتهم في ذلك.