الكوفد19 بنظرة فلسفية covid19
لاشك أن الكلام على لكورونا او الكوفيد 19(covd9) يعتبر أحد اهم المواضيع اليومية التي تشغل بال المجتمع،على اعتبار ان تحول هذا الفيروس من حالة سريرية إلى حالة وباء يعصف الأرواح كل يوم ليس بالامر الهين،ذلك انه غير حياة الناس في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية وحتى الثقافية،وكل هذا راجع لمسؤولية الإنسان تجاه الطبيعة.
إن الإنسان أفرط في إنسانيته عندما استغل مكانته العلمية في السيطرة على الطبيعة دون ضوابط اخلاقية تبط أبحاثه العلمية التي أصبحت تهدد الطبيعة بمختلف مكوناتها ،إذ كيف لفيروس موجود في الطبيعة بشكل عادي مثله مثل بقية الفيروسات يهجن داخل المخابر ليصبح وحشا يهدد حياة الناس في جميع الأصعدة،إن الحياة مقدسة منذ أن خلق الله تعالى الإنسان وفي جميع الشرائع السماوية ، والكوفيد 19 في حالته هذه شأنه في ذلك مرض السيدا إذ لهما الموقف التجريبي نفسه،فقدسية الحياة لا يجب اللعب بمصيرها ،لأن وجودها في هذا العالم مرهون بتعايش النفوس مع بعضها البعض بسلام وتعاون متبادل دون شروط .
غير ان ما نستنتجه ان الكوفيد 19 أفرز قضايا فلسفية من حيث أنه هدد الوجود الإنساني ما جعل الإنسان يعيش حالة استيلاب وانفعال ،فهو يعيش في ديمومة نفسية سيئة،حتى أضحت العلاقات الإنسانية جافة فيما بينها،فيهرب الصديق من صديقه كما يتبرأ الطبيب من مريضه خوفا على حياته التي يهددها هذا المرض،فالبعض يضحي بنفسه من أجل أحبابه والبعض الىخر يضحي تلبية لواجبه،لهذا سيصبح للفلسفة دور في محاكمة نتائج العلم وإعادة قراءة اخلاقيات العلم واخلاقيات البحث العلمي، وقد كان الفرع المستحدث داخل الفلسفة والمتمثل في البيوإتيقا Bioéthique-Bioethics أحد اهم مستجدات الفلسفة التي نتجت عن النجاح الذي حققته الأبحاث البيوطبية Biomedical ،إذا أن اخلاقيات الحياة تهتم في حقيقيتها بمراجعة العلم ونتائجه وتاريخه في المجالين النظري والتطبيقي ،فلا مناص من إعادة النظر في النتائج التي انجرت عن تفسي وباء الكورونا الذي اعاد صياغة حياة جديدة ،لكن على المجتمع ان يعيد مراجعة أساليبه الحياتية ولا يستهين بالمرض بقدر إكتسابه لثقافة التعايش مع المرض وسبل الوقاية منه وفيةلحفاظ على نفسه دون إيذاء الىخرين لان المسؤولية الآن تقع على الجميع .
صاحب المدونة
تعليقات
إرسال تعليق