س:هل معيار الحقيقة العمل النافع أم تأمل الإنسان لعالمه الداخلي؟ سعى الإنسان منذ القديم إلى الوصول إلى معرفة حقيقة الأشياء فتساءل عن أصل الوجود وحقيقة كل هذه الموجودات وذلك لأن العقل يتجه بطبيعته إلى النظر في الواقع ،وبهذه العملية يصل الإنسان إلى أن يكون أفكارا عن طبيعة الموجودات وحقيقتها ثم سعى بعد ذلك إلى محاولة التجريب عليها عله يثبت صحتها لهذا دار جدال بين الفلاسفة حول معيار المعرفة فالبعض منهم يعتقد أن معيارها هو العمل النافع أما البعض الأخر فيعتقد أن معيارها هو تأمل الإنسان لعالمه الداخلي ولتهذيب هذا التعارض الموجود بين الموقفين نتساءل هل معيار المعرفة الواقع ام الذات الانسانية؟ ويرى أنصار الموقف الأول وهم ممثلي المذهب البراغماتي وخاصة تشارلز بيرس ،وليام جيمس جون ديوي ان معيار الحقيقة هو النظر إلى نتائجها حيث لا يمكن النظر إلى الفلسفات التقليدية(المدرسة العقلية )لأنها أهملت المنفعة في سبيل التركيز على المبدأ وحده دون الالتفات إلى النتائج والتي من المفروض أن تكون ناجحة. وقد دعموا موقفهم هذا بحجج منها :أن الأفكار تصدق بواسطة العمل الذي تحقق...
مقدمة: تعد الذاكرة قدرة نفسية تمكن الإنسان من استحضار الماضي وتذكر صوره الذهنية والحسية كما حدثت في زمنها ومكانها وإذا كان هذا التحديد لمفهوم الذاكرة موضع اتفاق بين الفلاسفة وعلماء النفس فان تفسير طبعتها كان محل نقاش وجدل حيث رأى البعض من أصحاب التفسير المادي أنها ظاهرة أو حادثة بيولوجية مرتبطة بالبدن في حين رأى البعض نقيض ذلك في أنها ظاهرة نفسية خالصة لا علاقة لها بالجسد وأمام هذين الرأيين المتناقضين سنثير التساؤل التالي :هل الذاكرة ظاهرة بيولوجية أم أنها ظاهرة نفسية روحية؟ الموقف الأول: يرى أصحاب النظرية المادية أمثال ريبو وديكارت وتين أن الذاكرة عملية عضوية مادية مرتبطة بالوظائف الفزيولوجية التي يبديها الجهاز العصبي . حيث يفسر هذا الطرح الذاكرة من منطلق أنها ظاهرة مادية يمكن تحديد آلياتها ومكان نشاطها فعملية تثبيت وحفظ الذكريات واسترجاعها مرتبط بأجهزة عضوية بيولوجية موجودة على مستوى الدماغ وهي المسئولة عن مختلف عمليات الذاكرة حيث يقول ريبو " إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة سيكولوجية بالعرض" وبما أن الماهية هي المعبر عن حقيقة الشي...
هل أصل المعرفة العقل أم التجربة؟ مقدمة: عرفت الفلسفة الحديثة خاصة في القرنين17/18م. جدالا بين العقلانيين و التجريبيين حول طبيعة المعرفة ، فالمدرسة العقلانية تؤكد فطرية المعرفة الإنسانية في حين أن المدرسة الحسية ترفض فطرية المعرفة وتؤكد على أن الإنسان يكتسبها من العالم الخارجين وهذا الجدال حول المعرفة يشدنا إلى طرح التساؤل التالي:هل مصدر المعرفة عقلي أم حسي ؟ وبعبارة أخرى هل المعرفة فطرية أم مكتسبة؟ الموقف الأول: ترى النزعة العقلانية أن مصدر المعرفة هو العقل وليس الحواس ،ذلك أن العقل يحتضن جميع المعارف و الحقائق، و هذه الحقائق كلية و صادقة و واضحة و سابقة لكل تجربة. وأهم رواد المذهب العقلي: مؤسس المدرسة العقلية روني ديكارت و تلامذته :باروخ سبينوزا ، نقولا مالبرانش ، جوتفريد ليبنيتز،وقد أكد زعماء المدرسة العقلية موقفهم بعدة حجج أهمها: أنه مادام العقل ميزة انسانية فهو قوة فطرية لدى جميع الناس ، باعتباره ملكة ذهنية يستطيع الإنسان بواسطتها ادراك المعارف والحقائق وإصدار الأحكام قبليا بمعنى ان الإنسان يحكم على الأشياء قبل أي عملية حسية (الحكم أسبق من التجربة)...
تعليقات
إرسال تعليق